إن ظهور أشعة الليزر واستخدامها في مجال طب الاسنان، أتاح الفرصة بطريقة ايجابية لزيادة مقاومة انسجة السن، سواء طبقة المينا او طبقة العاج، لاحتمال حدوث التسوس، وذلك نتيجة تأثير اشعة الليزر والطاقة الاشعاعية المصاحبة لها في صهر والتحام بعض اجزاء جسم السن وفي الوقت نفسه فإن حماية انسجة السن عن طريق اضافة الفلور، تعتبر من اكثر الوسائل استخداما كوقاية ضد التسوس،
لذلك اعتبر دمج الطريقتين باستخدام اشعة الليزر ملحقة بإضافة محلول الفلوريد، قد يكون وسيلة جديدة ومؤثرة لحماية طبقات الاسنان من التسوس.
وهذا حقق الى حدّ ما أهم اهداف العلاج التحفظي للاسنان، وهو الحفاظ على جسم السن من خلال العلاج والوقاية من حدوث التسوس.
* بحث طبي : وللتحقق من مدى تأثير أشعة الليزر في اكتساب الفلور، قامت الدكتورة حنان كمال الدين أبو السعود، الاستاذة المشاركة في العلاج التحفظي في كلية طب الفم والأسنان بجامعة القاهرة واستشارية العلاج التحفظي بمستشفى الملك فهد بجدة، بإجراء بحث يهدف الى دراسة مدة تأثير اشعة الليزر في اكتساب نسيجي المينا والعاج لسن الانسان الفلوريد والمعادن وذلك من خلال:
ـ دراسة مدى تأثير اشعة الليزر من نوع ثاني أوكسيد الكربون، بمفردها على التغيرات السطحية في تكوين كل من طبقتي المينا والعاج لجسم سن الانسان.
ـ دراسة تأثير كل من محلولي فلوريد الصوديوم وفلوريد الفوسفات الحمضي على حدة، في تكوين التغير السطحي لطبقة المينا والعاج لجسم سن الانسان.
ـ دراسة تأثير المزج بين اشعة الليزر من نوع ثاني اوكسيد الكربون ملحقة بإضافة محلولي الفلوريد (فلوريد الصوديوم وفلوريد الفوسفات الحمضي)، في تكوين التغير السطحي لطبقتي المينا والعاج لجسم سن الانسان.
ـ دراسة تأثير ثلاث فترات مختلفة من التعرض لاشعة الليزر على التكوين السطحي لطبقتي المينا والعاج.
ـ تأثير اشعة الليزر واضافة محلولي الفلوريد على التغيرات في مدى كثافة نسيجي المينا والعاج وذلك عن طريق التحليل الصوري المبرمج بواسطة الكومبيوتر والمحاكي الاشعاعي.
* اختبارات اجرت الباحثة الدراسة على مائة واثنتين وتسعين سناً امامية بشرية غير مصابة بالتسوس، وقسمت العينة الى مجموعتين رئيستين طبقا لنوع الاختبار المستخدم للقياس، سواء كان:
أ ـ اختبار للتغيرات السطحية التي تطرأ على الشكل السطحي لنسيج السن بالميكروسكوب الماسح الالكتروني.
ب ـ اختبار لقياس التغيرات التي تطرأ على كثافة نسيج السن بالتحليل الصوري المبرمج بواسطة الكومبيوتر والمحاكي الاشعاعي.
كما قسمت الباحثة كل مجموعة الى مجموعتين صغيرتين، لم يتم تعريض الأولى منهما لاشعة الليزر، بينما قامت الباحثة بتعريض المجموعة الثانية لاشعة الليزر، حيث قسمت كل من هاتين المجموعتين الى ثلاث مجموعات صغيرة جزئية طبقا لنوع المعاملة السطحية لنسيجي المينا والعاج من حيث إضافة محلول فلوريد الصوديوم (بتركيز 2%)، أو محلول فلوريد الفوسفات الحمضي، أو من دونهما.
وقد تم استخدام اشعة الليزر من نوع ثاني اوكسيد الكربون في هذا البحث، لثلاث مدد مختلفة، سواء لمدة 0.1 من الثانية، 0.5 من الثانية، او لمدة ثانية واحدة، بطاقة اشعاعية مختلفة على حسب المدة من 6 غول، 30 غول، 60 غول.
وقد تم اجراء نوعين من الاختبارات القياسية لكل من نسيج المينا والعاج.
* النتائج تشير الدكتورة حنان أبو السعود، الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة، الى أنها توصلت الى النتائج التالية:
ـ ان اشعة الليزر من نوع ثاني اوكسيد الكربون تحدث تغيرات سطحية على طبقتي المينا والعاج لجسم السن الآدمي، وهذه التغيرات تتراوح من مجرد لمعان وتشقق الى صهر سطحي او الى إعادة التبلور التي تظهر وكأنها قامت بإحكام وغلق كل الملامح الاصلية لنسيج المينا او سد مسام العاج، سواء جزئيا او كليا.
ـ لقد كان تأثير اشعة الليزر تأثيراً واضحاً في التكوين السطحي لطبقة العاج بالمقارنة بطبقة المينا حتى ولو تعرضت لنفس الطاقة.
ـ كما وجدت الباحثة أن المعاملة السطحية لكل من طبقة المينا والعاج بإضافة محلول فلوريد الفوسفات الحمضي قادرة على احداث تغيرات طبقية سطحية تظهر على هيئة ترسبات سطحية قادرة على محو كل المعالم السطحية لسطح طبقة المينا وسد المسام جزئيا او كليا في طبقة العاج.
ـ ان المعاملة السطحية لكل من طبقة المينا والعاج الناجمة من اضافة محلول فلوريد الصوديوم قادرة على احداث تغيرات طفيفة على هيئة ترسبات دائرية على السطح المعامل.
ـ ان المزج بين اشعة الليزر ملحقاً بإضافة محلول فلوريد الفوسفات الحمضي، كان له تغيير إيجابي أكثر وضوحاً في التكوين والشكل السطحي، اذا ما قورن بتأثير اشعة الليزر بمفردها او تأثير الفلوريد بمفرده او من غير أي معاملة أخرى.
ـ وقد خرجت الباحثة من هذه الدراسة بإثبات أن هناك علاقة نسبية واضحة بين المدة التي تتعرض لها انسجة الجسم السني لاشعة الليزر وتأثيرها في الشكل السطحي للانسجة، فكلما زادت مدة التعرض لاشعة الليزر، زاد تأثيرها في طبقات الجسم السني.
ـ وأخيراً وجدت الباحثة أن اشعة الليزر من نوع ثاني أوكسيد الكربون قادرة على اكساب الفلوريد والمعادن لطبقتي المينا والعاج لجسم السن البشري عندما تلحق بإضافة محلول فلوريد الفوسفات الحمضي، كما ثبت في هذه الدراسة بطريقة التحليل الصوري المبرمج باستخدام جهاز الكومبيوتر بواسطة محاكي الاشعاعي.